اوعي تنسي

زي النهاردة 23 مايو وفاة احمد فؤاد نجم شاعر العامية وسفير الفقراء

أحمد فؤاد نجم - أرشيفية
أحمد فؤاد نجم - أرشيفية

أحمد فؤاد نجم من أهم شعراء العامية المصرية، تميزت أشعاره بمضمونها الثوري، وقد شكل مع رفيق دربه الشيخ إمام ثنائيًا اشتهر خلال عقدي السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي.
ولد نجم في محافظة الشرقية سنة 1929، في قرية "كفر أبو نجم" في مدينة أبو حماد بمحافظة الشرقية. كان والده، محمد عزت نجم" ضابط شرطة، أما والدته "هانم" فكانت فلاحة .
التحق أحمد فؤاد نجم خلال طفولته بالكُتّاب الموجود في قريته، حيث تلقى تعليمه على يد أحد الشيوخ هناك
توفي الأب في سن مبكرة، فاضطر أحمد فؤاد نجم للعيش في ملجأ لليتامى في القاهرة، وهنا يروي نجم أنه قابل الفنان المصري الكبير عبد الحليم حافظ وعاش معه في الملجأ، ولكن عبد الحليم لم يؤكد هذا الأمر
بعدما خرج نجم من الملجأ، عاد إلى القرية لكنه لم يمكث هناك طويلًا، فرجع مرة أخرى إلى القاهرة وعمل في أحد معسكرات الجيش الإنكليزي.
في بداية عام 1951، كان أحمد فؤاد نجم في فايد، إحدى مدن القناة، والتي كانت في ذلك الوقت مركز تجمع لمختلف القوى السياسية والعمالية، ولاسيما الشيوعيين. عمت المظاهرات مختلف أرجاء مصر في تلك الفترة، وقد شارك فيها الفلاحون والطلبة والعمال، وطبعًا انضم نجم إلى تلك الحركات الاحتجاجية التي كانت تطالب بإلغاء معاهدة 1936 بين مصر وإنجلترا.
كان لتلك الفترة أثر كبير ومهم على حياة نجم، فقد تمكن خلالها من قراءة عدد كبير من الكتب، كان أولها رواية "الأم" لمكسيم غوركي التي وصفها قائلًا: "شكلت بداية وعيي الحقيقي والعلمي بحقائق هذا العالم, والأسباب الموضوعية لقسوته ومرارته"
خلال فترة الخمسينيات، اعتقل أحمد فؤاد نجم وذهب إلى السجن ، وهناك استطاع أن يلتقي بعدد من سجناء الرأي الذين كانوا معظمهم من الشيوعيين، وهكذا كان يستمع إلى مناقشاتهم وحواراتهم، بالإضافة إلى ما كانوا يلقونه من قصائد، وخصوصًا للشاعر "فؤاد حداد". وقد أورد نجم خلاصة تجربته في السجن في ديوانه الأول "صور من الحياة والسجن "
اشتهر أحمد فؤاد نجم بلسانه اللاذع وأشعاره الساخرة التي لم ينجُ منها أحد، فطالت سخريته رؤساء مصر ومثقفيها وفنانيها فضلًا عن بعض الشخصيات السياسية العربية
 
كان عام 1962 محطة البداية لمسيرة الشاعر أحمد فؤاد نجم، ففي ذلك العام، التقى بالملحن والفنان المصري الشيخ إمام عيسى في منزله الكائن في حي "حوش قدم" في القاهرة.
وعلى الفور شعر الاثنان بمدى تقاربهما الفكري، فقرر نجم أن يمكث في منزل الشيخ إمام. وكانت أغنية "أنا أتوب عن حبك أنا" أول تعاون فني بينهما، وتوالت بعدها عدة أغنيات كانت في مجملها أغانٍ عاطفية نذكر منها "ساعة العصاري". وهكذا ذاع صيتهما تدريجيًا في مصر، وانتشرت أغانيهما إلى درجة كبيرة، حتى أن الإذاعة المصرية خصصت برنامجًا قصيرًا اسمه "مع ألحان الشيخ إمام"، كان الشيخ فيه يغني أغانيه التي لحنها من كلمات نجم.
شكلت نكسة يونيو عام 1976 نقطة تحول بالنسبة إلى أحمد فؤاد نجم؛ فقد شعر بصدمة مهولة إزاء الهزيمة الكبيرة التي لحقت بمصر خلال أيام معدودة وأدرك أن تحرير سيناء والأرض المحتلة يتطلب أولًا من المصريين مكاشفة صريحة مع النفس لتحديد أسباب الهزيمة

هكذا قرر مع الشيخ إمام دخول مجال الأغنية السياسية، فباشر في كتابة قصائد تحمل كلماتها سخرية كان أولها اغنية الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا وتبعها أغني أخرى مثل " بقرة حاحا " وأنا الأديب ولا تعرفنيش " وأغنية يا مرحرح 
 كانت كلمات هذه القصائد قاسية وساخرة جدًا، فتسبب ذلك في دخول أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام إلى السجن، حيث بقيا هناك حتى وفاة عبد الناصر.
أُفرج عن أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام بعد استلام أنور السادات رئاسة مصر، فعاد الاثنان إلى نشاطهما السياسي، واستمر نجم في كتابة القصائد السياسية التي كان الشيخ إمام يغنيها في المظاهرات وضمن الأمسيات التي كان الطلاب يعقدونها في الجامعة.
وعلى مدار عقد السبعينيات من القرن الماضي، كان الاثنان نزيلين شبه دائمين في السجون المصرية، وخاصة بعدما بلغ الخلاف مع السادات أشده، حين هاجمه نجم في سلسلة قصائد لاذعة سخرت منه سخرية حادة أشهرها: "شعبان البقال"، و"بيان هام"، و"شيد قصورك" وغيرها
كانت علاقة نجم مع الطبقة الثقافية والفنية في مصر مضطربة للغاية، فقد ألف عدة قصائد هاجم فيها رموز الفن والأدب في مصر مثل صلاح جاهين، وأم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وعبد الرحمن الأبنودي، ومحمد حسنين هيكل. في المقابل، كان له قصائد كثيرة في مدح رموز النضال والتحرر العالمي؛ فرثا جيفارا بقصيدة شهيرة اسمها "جيفارا مات"، كما ألف قصيدة عن الزعيم الفيتنامي "هوشي منه"، وقد غنى الشيخ إمام كلتا القصيدتين.
وأيضًا، لم تغب القضية الفلسطينية عن شعر أحمد فؤاد نجم، فقد ألف قصائد عديدة حول فلسطين أهمها "يا فلسطينية"، و"تل الزعتر"، و"في ذكرى الميلاد العشرين".
في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، أُلغي قرار منع السفر الصادر بحق أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، فسافر الاثنان في جولة فنية شملت عددًا من الدول العربية والأوروبية مثل تونس، والجزائر وفرنسا وألمانيا.
أقام الثنائي عدة أمسيات غنائية لاقت إقبالًا كبيرًا من الجمهور، ولاسيما لدى فئة الشباب. وأصدرا خلال تلك الجولات عدة مواقف مهمة من مختلف القضايا السياسية في الوطن العربي.
ولكن للأسف لم تكتمل فرحة الثنائي بهذا النجاح، إذ سرعان ما دبّ الخلاف بينهما، وتطور الأمر إلى درجة أنهما انفصلا عن بعضهما.
كان نجم متزوجًا من صافيناز كاظم ولدية 3 أطفال هم نوارة، زينب وعفيف نجم.
تراجعت المسيرة الشعرية لنجم بعد انفصاله عن الشيخ إمام ولاسيما خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي، إذ لم ينشر نجم في تلك الفترة أي قصائد جديدة، واكتفى بالظهور في بعض البرامج التلفزيونية.
واستمر نجم في لقاءاته الإعلامية ومواقفه المؤيدة للشباب المصري حتى وفاته عام 2013، ليكون ذلك الفصل الأخير في حياة "فاجومي" مصر!
 

أحمد فؤاد نجم الفاجومي

    x
    upload/press/iNFO/rss/rss15.xml x0n not found
إعلان
إعلان