الخميس، 28 مارس 2024 03:37:25 مـ
مراية
  • إعلان
  • إعلان
زي انهاردة

زي النهاردة 17 يوليو وفاة الفنان حسين رياض 

مراية

زي النهارية 17 يوليو 1966 رحل عن عالمنا الفنان القدير حسين رياض أشهر أب في تاريخ السينما المصرية 

منح الفنان حسين رياض الفن مكانًا خاصًا في حياته منذ صغره ونشأته في حي السيدة زينب، فاعتاد أن يذهب مع أبيه إلى مسرح الشيخ سلامة حجازي، وقد لامس فن سلامة حجازي شغاف قلبه، وعلِم أن هذا تمامًا ما يريد أن يقضي عمره فيه، ويستحق أن يعارض رغبة أبيه بأن يلتحق بالكلية الحربية، 

أصر حسين رياض على أن يبدأ مسيرة مميزة في عالم الفن والتمثيل، حتى بلغ الأربعين وبدأ بتكوين أسرته الصغيرة، التي أجمعت أن أدوار الأب الحنون التي أتقنها لم تكن مجرد إدعاء، فعاش الفنان حسين رياض بين أسرته أبًا حنونًا وجداً مثالياً، حتى أن مودته وحنانه كانت موزعة بين أفراد أسرته وبين نجوم تبناهم وكان له الأثر الكبير في نجاحهم، من بينهم صلاح قابيل، وزبيدة ثروت، وفاتن حمامة، وحسن يوسف.

وعن حسين رياض قال الفنان حسن يوسف إن “رياض” تبناه فنيًا، وساعده كثيرًا في بداية مشواره الفني، كما قدّمه إلى عمالقة الفن مثل الفنان يوسف وهبي. 

رحلة الفنان حسين الرياض التي تضمنت حوالي 320 فيلمًا، ونحو 240 مسرحية، و150 مسلسلًا إذاعيًا، قد بدأت بتغير اسمه الحقيقي من حسين محمود شفيق إلى حسين رياض، حتى لا تتعرف عليه أسرته المعارضة لقراره، وسار في طريق الفن كما أراد دومًا، بعد ان تلقى التدريب على يد إسماعيل وهبي، شقيق الفنان يوسف وهبي، وهو لايزال في المرحلة الثانوية، وفي الوقت الذي كان دافع معظم العاملين بالمسرح هو كسب الرزق لتحسين الحال، بدأ حسين رياض مشواره الفني بدوره في مسرحية “خلي بالك من إمياي” على مسرح “جورج الأبيض” بكل شغف وحب للمسرح والتمثيل، واستأنف بعدها العمل بالمسرح منتقلًا منه إلى السينما والإذاعة، تاركًا في أذهان الكثيرين جملًا بعينها، لا تزال تتردد بيننا حتى الآن. 

أسس الفنان الراحل حسين رياض فرقة مسرحية مع أصدقائه يوسف وهبي ، حسن فايق، أحمد علام، عباس فارس وغيرهم ممن أصبحوا نجومًا أمدوا المسرح والسينما بتحف فنية فيما بعد، وأطلقوا عليها فرقة “هواة التمثيل المسرحية”، وحاربوا لاستمرارها رغم عدم تحقيقها لأية أرباح مادية بتكلف نفقاتها من جيوبهم الخاصة، مما حملهم الكثير من الأعباء في سبيل استمرار اعمالهم، كما شارك بعدها في عدة فرق مسرحية معروفة منهم منيرة المهدية، وعلي الكسار، والريحاني وفاطمة رشدي وغيرهم ممن تركوا الأثر الأكبر في عالم المسرح.

وفي تصريح لفاطمة رشدي، الممثلة ورائدة المسرح التي شاركت مع حسين رياض في العديد من الأعمال المسرحية، قالت إن “رياض” كان من أكثر الممثليين براعةً على المسرح، وكان متعاونًا للغاية أثناء البروفات وتجهيزات ما قبل العرض، كما أضافت “كان من أكتر الممثلين اللي برتاح في التمثيل قدامهم”، وقالت أن السبب في ذلك هو اتقانه الشديد لدوره، واندماجه في الدور اندماجًا كاملًا دون تصنع أو تمثيل، وعلى المستوى الشخصي قالت “رشدي” أنه كان شخصية رائعة مكافحة، فرغم أنه كان يتقاضى 30 جنيهًا فقط، إلا أنه كان لا يبالي، بسبب حبه الشديد للفن والمسرح، مضيفةً “أحب الناس ياخدوا أمثلة زيه، في مواعيده واتقانه، وحبه للفن.

في 1934، ومع دخول السينما إلى مصر، حجز حسين رياض مكانًا خاصًا على شاشاتها، ليصبح الفنان القدير صاحب الأثر المستمر إلى الآن، بدأ أولى أعماله السينمائية بفيلم “ليلى بنت الصحراء” بالمشاركة مع الفنانة بهيجة حافظ عام 1937، ويذكر أن أجره وقتها لم يتعدى الخمسين جنيهًا.

استمر “أب السينما المصرية” في الإضافة إلى رصيد أعماله أدوارًا متنوعة، ما بين الموظف المصري المطحون الذي يكافح من أجل عيش كريم لأسرته، والأرستقراطي، ورجل الأعمال، وأدوار بها بعض الكوميديا مثل دوره في فيلم “المراهق الكبير” و”المراهقات”، ومن أشهر أفلامه “أغلى من حياتي”، و”الناصر صلاح الدين”، و”وااسلاماه”، و”المظ وعبده الحامولي”، و”أنا حرة”، و”السبع بنات”، وغيرها من الأدوار التي برع فيها جميعًا ليترك بصمته المميزة في كل فيلم حتى وإن لم يكن دور البطولة المطلقة من حظه.

تلبس الدور أصابه بـ شلل وهمي

وعلى عكس الكثير ممن يلاحقون الشهرة في الوسط الفني بزيادة رصيد أدوارهم فحسب، يرجع السبب لنجاحه في جميع الأدوار التي أداها هو اختياره الدقيق لكل ما يؤديه، فمن منا لا يذكر دور رئيس التحرير في فيلم “يوم من عمري”، ولكن يعرف القليل أن هذا الدور كان معروضًا بالأساس على حسين رياض، وحسب اقتراح المخرج عاطف سالم قضى “رياض” يومًا كاملًا وسط غرفة الأخبار في مكتب علي أمين بـ”الأخبار” ليراقب عن كثب تعامل رئيس التحرير مع محرري الجريدة، وما أن تابع ردود افعال “أمين” العصبية كرئيس تحرير، وجّه كلامه إلى “سالم” قائلًا: “الدور ده مش بتاعي ده بتاع المليجي”، وهو سبب اختيار الفنان محمود المليجي لتأديته.

انت اللي هتغني يا منعم” و”سلامة” و”انتي فين يا جهاد” وغيرها من الجمل السنيمائية، قالها الراحل حسين رياض في أدواره الخالدة، ولا نزال نكررها إلى اليوم بعد رحيله بأرربعة وخمسين عامًا، إثر إصابته بأزمة قلبية أثناء تصوير فيلمه الأخير “ليلة الزفاف” من إخراج هنري بركات، وبطولة أحمد مظهر وسعاد حسني، فتوفي الفنان القدير أمام الكاميرات، وبهذا اختتم مشوارًا فنيًا خالدًا، ورحل عن عالمنا تاركًا أثرًا لا يزول، ومخلدًا ذكراه كممثل بارع مجتهد، ومثال للأب الحنون أمام الكاميرا وخلفها.

زي النهاردة 17 يوليو وفاة الفنان حسين رياض مرايه بوست

    x
    upload/press/iNFO/rss/rss15.xml x0n not found
إعلان
إعلان